مشروعية صيام الواشمة.. وإعجاب الفرد بعمله في الدنيا
طرح مشاهدو برنامج "حجر الزاوية" كثيرا من التساؤلات والقضايا؛ التي تناولت قضايا الإرهاب، وحكم الشرع في الواشمة والمستوشمة، وغيرها من الموضوعات التي حملتها أسئلة المشاهدين، في حلقة يوم الاثنين 31 من أغسطس/آب 2009.
المداخلة الأولى جاءت من محمد (الجزائر) حول العملية الإرهابية التي طالت المملكة مؤخرا، واستهدفت سمو الأمير محمد بن نايف -مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية- مؤكدا أن الإرهاب يدفع ثمنه الأبرياء في كل زمان ومكان، مستشهدا بالجزائر التي قدمت 150 ألف قتيل.
ثم طرح المشاهد سؤالين؛ أحدهما حول وجود العقل في دماغ أو قلب الإنسان؟ وحكم الشريعة الإسلامية في الشخص الذي يعمل عملا ويفرح بثناء وإعجاب الناس به؟
وقد أجاب الشيخ بأن الإرهاب أمر مرفوض في الشرائع السماوية، مضيفا أن قصة النبي يوسف –عليه السلام- التي تناولها في حلقة "الجودة" تقدم نموذجا عمليا في الفرد المسلم الذي يعيش في مجتمع كافر، غير أنه لم يسع للانتقام منه، على رغم أن الله تعالى مكنه من خزائن تلك البلاد.
أما عن قضية وجود العقل في الدماغ أو في القلب، فقد أشار إلى أنها قضية جدلية، ليست مستساغة من الناحية الشرعية، ولا تفيد المسلم كثيرا، وفيما يتصل بسعادة الإنسان وفرحه إذا حقق عملا وصار معروفا؛ فهذا من الفطرة التي جبل عليها الإنسان. وقد قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن".
السؤال الثالث من أم محمد (الكويت) حول تأخر العلماء في مسايرة العصر، لدرجة أن فتواهم تأتي عادة رد فعل؟ وقد رد الشيخ سلمان العودة بأنه للأسف باتت تلك الأزمة ملازمة لكثير من الفقهاء، بخلاف العلماء في القرون الأولى؛ الذين كانوا يضعون أطروحات لمسائل فقهية لم تظهر بعد.
منى (السعودية) تساءلت من ناحيتها حول الكيفية التي يمكن بها المواءمة بين الهدف الذي وضعه الله من خلق الإنسان وهو عبادته، وبين رغبة الإنسان في تحقيق ذاته في الحياة الدنيا.
وقد علق الشيخ قائلا إنه لا يوجد ثمة تعارض؛ حيث يمكن للفرد أن يحقق معنى العبودية والتوحيد، جنبا إلى جنب مع إعمار الأرض؛ التي تعد أيضا أحد جوانب تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى.
السؤال الأخير طرحه محمد (السعودية) حول الواشمة والمستوشمة؛ هل تعدان مطرودتين من رحمة الله، مصداقا لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله الواشمة والمستوشمة"؟
وقد رد الشيخ سلمان العودة بأن اللعن هنا يدل على شدة التحريم، دون أن يكون صاحبه كافرا، ومن ثم إذا صام أو صلى أو حج كان عمله مقبولا، إلا أن الأمر يستلزم توبة نصوحا يقوم على إثرها بإزالة هذا الوشم إذا كان في مقدوره، وإذا تعذر ذلك فلا حرج عليه.