مدينة الناصرة
تقوم مدينة الناصرة فوق رقعة متوسطة الارتفاع داخل الجليل الأدنى وترتفع 400 متر عن سطح البحر و300 متر عن مستوى سهل مرج ابن عامر..وتحيط بالناصرة جبال مرتفعة هي جزء من جبال الجليل الأدنى وأهم الجبال المجاورة للناصرة جبل طابور..ويقد يسمى جبل الطور 588 متر ويبعد تسعة أكيال عن الناصرة..تكسوه أشجار السنديان والجوز..وتشير التقاليد المسيحية أن المسيح تجلى على هذا الجبل لطائفة من تلاميذه ولذلك أقيمت عليه الكنائس منذ القرون الأولى للمسيحية..وجبل الني سعين وذكره ياقوت باسم جبال الساعير وذكره النويري في نهاية الأرب..بأنه الجبل الذي ظهرت فيه نبوة عيسى..وجبل الدحي..جنوب الناصرة ويعلو 515 متر نسبة الى قرية الدحي..المدفنون بها دحية الكلبي..صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم..وجبل السيخ ويرتفع 573 م والسيخ كلمة فارسية وهو العمود الذي يوضع فيه اللحم وأهم الينابيع المحيطة بها عين العذراء وعين القناة وعين أبو راس وعين القسطل وعين موسى..
ولم يرد للمدينة ذكر في المصادر قبل الانجيل..وقد استمدت الناصرة مكانتها لأنها مدينة السيد المسيح ومريم العذراء..ففيها ولدت واستوطنت مريم العذراء ويوسف النجار وفيها بشر الملك جبريل مرين بعيسى وفيها قضي المسيح عليه السلام ثلاثين سنة..فتح المدينة شرحبيل بن حسنة سنة 13 هـ وفي الحروب الصليبية بقيت بين أخذ ورد بين المسلمين والمسيحيين الى أن فتحها الظاهر بيبرس وهدم كنائسها وأديرتها..ثم احتلها الملك أدوارد الانجليزي في الحملة الصليبية التاسة والأخيرة سنة 670هـ ثم رجعت الى المسلمين على يد السلطان خليل بن قلاوون سنة 691هـ وظلت الناصرة في حال من الانحطاط مدة ثلاثة قرون بعد هذا التاريخ وقد اتوطنها المسلمون بعد طرد الفرنجة منها ولكن ظل الرهبان والحجاج المسيحيون يزورونها...ذكرها البكري في " معجم ما استعجم" باسم "نصورية" بفتح الأول وضم الثاني قال: واليها تنسب النصرانية..وقيل اسمها:"ناصرت" بسكون التاء المفتوحة..وقيل ناصرت بالتاء المفتوحة وقيل ناصرة بالتاء المربوطة أما ياقوت الحموي فذكرها باسم الناصرة..وهي مدينة لها مكانة كبيرة في نفوس المسيحيين..وأِشهر كنائسها كنيسة بشارة..التي كانت تؤلف جزءا كبيرا من مسكن مريم العذراء..وقد توالت على هذه الكنيسة أحداث وتداولها الهدم والترميم الى أن بنيت البناء الأخير الفني الطراز سنة 1969م
ومن كنائسها أيضا كنيسة العيالة المسيحية..على بيت وحانوت يوسف النجار وتسمى كنيسة القديس يوسف وهي على بعد 150 متر شمال كنيسة بشارة وكنيسة القديس جبرائيل أو البشارة للروم الأرثوذكس على بعد 800 متر من كنيسة البشارة ودعيت بهذا الاسم لأنه ماءها يجري منعين الناصرة التي كانت مريم تردها كسائر نساء القرية وربما بشرها الملاك بميلاد عيسى عند هذا الحين..بلغ عدد سكان الناصرة سنة 1945م 14200 عربي..وفي سنة 1965م كان بها 25 الف عربي ومن عائلاتها المسلمة دار البيطار..والزعبية..وهما فرعان..دار حمودة..ودار عبيد..ثم حمولة الزيدانة ينسبون الى زيدان جد ظاهر العمر ودار الصفدي ودار عون ودار الفاهوم ودار قبطان والهوارة ودار يزبط أو اليزابكة وعائلة حمادة التي ظهر منها الكتاب والأدباء..أما سكان الناصرة من المسيحيين فأصلهم من لبنان أو حوران ومن عائلاتهم دار أبو جابر وأبو جوهر وأبو العسل ودار أمطانس أبو علي ودار البولس ودار الأورفلي ودار الأشقر ودار أصيلة ودار البجالي ودار الخوري والداموني والديك..
===================================
اضافات
مدينة الناصرة دلت الحفريات على أن الناصرة سكنت منذ العصر البرونزي المتوسط والعصر الحديدي ، حيث عثر فيها على قبور أثرية منقورة في الصخر وفي الكهوف .
والناصرة مدينة عربية من أكبر مدن فلسطين وأجملها وهي مركز لقضاء يحمل اسمها " قضاء الناصرة " ولها مكانة خاصة عند المسيحين في مختلف أنحاء العالم فهم يحجون إليها كما يحجون إلى القدس وبيت لحم ويرجع إليها نسب سيدنا عيسى عليه السلام فدعي "يالناصري " وعرف أتباعه أيضا بالنصارى .
تقع مدينة الناصرة بين أقضية عكا شمالا ، وحيفا غربا ، وطبرية وبيسان شرقا ، وجنين جنوبا . وهي عاصمة الجليل الأدنى وفي قلبه ، وتقوم على رقعة متوسطة الارتفاع 400م عن مستوى سطح البحر ، و300م عن مستوى سهل مرج بن عامر ، حيث تطل على البحر والمرج والكرمل والغور وجبال النار . بلغت مساحة أراضي قضاء الناصرة 497533 دونما أما مساحة أراضي مدينة الناصرة فقد بلغت 10226 دونما . وبلغ عدد سكان قضاء الناصرة عام 1922 (22681) نسمة ، وقدروا عام 1945 (46100) نسمة وبلغ عدد سكان مدينة الناصرة عام 1922 (7424) نسمة وقدروا عام 1945 (14200) نسمة .
ومناخ الناصرة هو مناخ البحر الأبيض المتوسط حيث الجفاف والحرارة المعتدلة صيفا والمطر الدفئ شتاء .
وأهم المحاصيل الزراعية في الناصرة ، الحبوب والفواكه ، والزيتون والخضروات ، وأما أهم صناعاتها فهي المصنوعات الخشبية ، وإعداد الجلود وصناعة الفخار وصناعة الهدايا من النحاس والسجاد .
في الناصرة 24 كنيسة وديرا ، وعدد من المعالم الدينية وبعض المساجد وأضرحة الشهداء والصالحين من المسلمين . فهي تضم ضريح الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود ، والمناضل الشاعر توفيق زياد .
وأهم المعالم الدينية : كنيسة البشارة ، كنيسة القديس يوسف ، كنيسة البلاطة ، كنيسة سيدة الرجفة أو الرعشة ، وعين العذراء : هي نبع رئيسي في المدينة وينسب للعذراء مريم لأنها كانت تستقي منها احتلت القوات البريطانية مدينة الناصرة في 21/9/1918 ، وكانت الناصرة في طليعة المدن الفلسطينية التي قاومت الاحتلال البريطاني والصهيوني ، حيث شاركت في كل الثورات والاضطرابات والمؤتمرات الفلسطينية التي شهدتها البلاد ضد البريطانيين والصهاينة . ورغم الدفاع البطولي من أهالي الناصرة وحامينها فقد احتلت المنظمات الصهيونية المسلحة المدينة في يوم الجمعة 16/7/1948 .
واليوم فإن الناصرة هي أكبر مدن فلسطين في الوطن المحتل وتمثل قاعدة للثقافة ومركزا للحركة الوطنية الفلسطينية